مجموع السيد حميدان،

حميدان يحيى القاسمي (المتوفى: 700 هـ)

[الكلام في معنى العلم]

صفحة 79 - الجزء 1

  وفي الهيولى والصورة، وفي الفرق بين صفات القديم والمحدث، وبين الفاعل والعلة، وبين الحقائق الصحيحة والباطلة، وبين حد العقل والغلو، وبين المحكم والمتشابه، وبين ما يجوز من التقليد وما لا يجوز.

[الكلام في معنى العلم]

  أما معنى العلم ففيه ثلاثة أقوال:

  الأول: قول الأئمة $: إنه أبين من أن يفسر بغيره، ومع ذلك فإنه اسم عام لأنواع مختلفة المعاني، وكل اسم كذلك فإنه لا يصح السؤال عن معناه حتى يبين السائل أيها يريد⁣(⁣١)؛ فإن لم يبين كان سؤاله مغلطة وتعنتاً.

  والثاني: قول الفلاسفة: إن معنى العلم وحقيقته: هو ثبوت صورة المعلوم في نفس العالم، وذلك مشتق من دعواهم الباطلة، وهي قولهم: إن لكل معلوم من الموجودات بعد العدم صورة ثابتة فيما لم يزل قبل وجوده. وهو محال، ولأن من المعلومات ما لا صورة له نحو الباري تعالى، وكذلك الأعراض، ولأنه يستحيل أن يكون للمعلوم الواحد ألف صورة في أنفس ألف عالم، ويستحيل ألا يعلم صورته إلا عالم واحد.

  والثالث: قول المعتزلة: إن العلم هو الاعتقاد الذي يقتضي سكون نفس معتقده ... إلى آخر ما ذكروا⁣(⁣٢). وهو غير صحيح؛ لأجل ما تقدم ذكره من كون اسم العلم عاماً لأنواع من العلم مختلفة المعاني، ولأن علم كل عالم من علماء السوء قد اقتضى سكون نفسه بحيث لا يخطر بباله أن أحداً أعلم منه، وكل حقيقة لا يحصل بها التمييز بين الحق والباطل فهي باطلة.


(١) في هامش نخ (ب): [أي] إما النحو أو الفقه أو غيرهما، تمت.

(٢) نخ (ب): ذكروه.