[الكلام في تنوع العلم]
[الكلام في تنوع العلم]
  وأما تنوع العلم فلأنه ينقسم على الجملة إلى صحيح وباطل، والصحيح ينقسم إلى علم غيب وعلم شهادة، وعلم الشهادة ينقسم إلى علوم الدين وعلوم الدنيا، وعلوم الدين تنقسم إلى معقول ومسموع، والمعقول ينقسم إلى ضروري واستدلالي، والمسموع ينقسم إلى تنزيل وتأويل وسنة واجتهاد.
[الكلام في طرق العلم]
  وأما طريق العلم فمن العلوم الضرورية ما جبل الله العقول وفطرها على معرفته ابتداءً لا عن طريق، نحو علم العاقل بأحوال نفسه، وتمييزه بين كثير مما ينفعه أو(١) يضره، ونظير ذلك في غير العاقل من الحيوانات ما فطرها عليه من الإلهام.
  ومنها - أعني العلوم الضرورية -: ما جعل الله طريق معرفته الخبرة، أو إدراك إحدى الحواس الخمس. والمخالف في العلوم الضرورية كلها لا يوصف بأنه غالط ولا جاهل بها، ولكن يقال مكابر ومتجاهل.
  ومن العلوم ما جعل الله سبحانه طريقه النظر في الأدلة العقلية، والاستدلال بما حضر من المنظور فيه على ما غاب بطريقة القياس العقلي. والمخالف فيه يوصف بالغلط وبالجهل.
  ومنها: ما جعل الله سبحانه طريق معرفته خبر من يجب قبول خبره: إما لحكمته وهو الله سبحانه، وإما لعصمته وهو النبي ÷، أو من شهد له النبي ÷ بالصدق، نحو كافة الأمة أو جماعة العترة، وإما لأجل وجوب طاعته، وهو الإمام السابق. والمخالف لخبر الله سبحانه ولخبر النبي ÷ ولإجماع الأمة كافر بالإجماع، والمخالف لإجماع العترة $ مختلف في كفره، والمخالف لخبر الإمام السابق رافض وعاصٍ لله ولرسوله ÷؛ إذ لا فرق بين
(١) نخ (ب): و.