مجموع السيد حميدان،

حميدان يحيى القاسمي (المتوفى: 700 هـ)

[الكلام في ذكر جملة من الأسماء]

صفحة 81 - الجزء 1

  وجوب طاعته وطاعة رسول الله⁣(⁣١) ÷.

  وكل من طلب علماً من غير هذه الطرق فهو متوهم ومتظنن ومخترص، ومن هنا يُعلم بطلان القول بعقول ونفوس وجواهر ليست بأجسام ولا أعراض، ومن هذا الأصل يعلم غلط كل مخالف لأئمة العترة $.

[الكلام في ذكر جملة من الأسماء]

  وأما الكلام في ذكر جملة من الأسماء فالغرض به التنبيه على معرفة اختلاف فوائدها، وكثرة مغالطها؛ وذلك لأنها على ضربين: صحيحة وباطلة.

  فالصحيحة: هي⁣(⁣٢) كل اسم علمه الله سبحانه عباده، أو ألهمهم على التسمية به، كما قال الله سبحانه: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا}⁣[البقرة: ٣١]؛ قال بعض الأئمة $: يعني [أسماء⁣(⁣٣)] جميع ما خلق الله بين السماء والأرض.

  والباطلة: هي جميع أسماء البدع، ولذلك قال الله سبحانه: {إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ}⁣[النجم: ٢٣] {وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ ١٤٨}⁣[الأنعام].

  والصحيحة أيضاً على ضربين: أحدهما يفيد الإثبات، والثاني يفيد النفي. والأسماء المثبتة منها حقيقة ومنها مجاز؛ فالحقيقة: هو اسم كل موجود. والمجاز: هو اسم كل مستعار، وكذلك المعدوم أيضاً فإنه يجوز تسميته شيئاً مجازاً، ولذلك قال الله سبحانه: {إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ١}⁣[الحج]، يعني إذا أوجدها.

  والذي يدل على أنه ليس بحقيقة قول الله سبحانه: {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا ١}⁣[الإنسان].


(١) نخ (أ): رسوله.

(٢) نخ (ب): هو.

(٣) زيادة من نخ (أ).