مجموع السيد حميدان،

حميدان يحيى القاسمي (المتوفى: 700 هـ)

[الكلام في الهيولى والصورة]

صفحة 82 - الجزء 1

  والأسماء التي تفيد نفي المسمى: هي كل اسم عبر به عن المحال، وكذلك المعدوم في حال عدمه، وذلك نحو كون العالم معدوماً فيما لم يزل؛ لأنه لا شيء فيما لم يزل إلا الله وحده لا شريك له، خلافاً لمن زعم أن أعيان العالم قديمة، وموجودة بالقوة، ولمن زعم أن ذواته⁣(⁣١) أشياء ثابتة فيما لم يزل.

  ثم اعلم أن الأسماء التي تفيد الإثبات منها ما هو خاص للخالق تعالى، نحو قوله: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، ومنها خاص للمخلوق، نحو المحدث والجسم، ومنها عام في اللفظ دون المعنى، نحو الشيء والموجود والقديم وما أشبه ذلك مما سيأتي ذكر ما ينبه عليه فيما بعد إن شاء الله سبحانه⁣(⁣٢).

[الكلام في الهيولى والصورة]

  وأما الكلام في الهيولى والصورة فهو ينقسم إلى ذكر من ابتدعهما، وذكر تفسيرهما، وذكر مثالهما⁣(⁣٣)، وذكر الغرض المقصود بهما، وذكر جملة مما يدل على بطلانه.

  أما من ابتدعهما: فهم الفلاسفة الذين زعموا أن علمهم إلهي، وأن أدلتهم براهين باهرة، وأن ألفاظهم منطقية مهذبة.

  [و⁣(⁣٤)] أما تفسيرهما: فلا فرق بينهما في المعنى وبين الأصل والفرع، والجنس والنوع.

  وأما مثالهما⁣(⁣٥): فمما ضربوه لهما مثلاً الحديد وما يعمل منه⁣(⁣٦) من الآلات المختلفة الصور والأسماء، نحو: السيف والسكين والمنشار وما أشبه ذلك؛


(١) نخ (ب): ذاته.

(٢) نخ (ب): تعالى.

(٣) في (ب): أمثالهما.

(٤) زيادة من نخ (أ).

(٥) في (ب): أمثالهما.

(٦) نخ (أ): به.