مجموع السيد حميدان،

حميدان يحيى القاسمي (المتوفى: 700 هـ)

[الكلام في الفرق بين ما يجوز من التقليد وما لا يجوز]

صفحة 93 - الجزء 1

  ومثال ما يستعمل مجازاً ما ذكره سبحانه من الوجه والجنب واليد ونحو ذلك مما يوصف به المخلوق حقيقة، والمحكم الذي يجب رده إليه وحمله عليه نحو قوله سبحانه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}⁣[الشورى: ١١].

[الكلام في الفرق بين ما يجوز من التقليد وما لا يجوز]

  وأما الكلام فيما يجوز من التقليد وما لا يجوز:

  فاعلم أن الله سبحانه لما فاضل بين عباده في العقول وفي الطاقة فاضل بينهم في التكليف، ولم يكل المفضول منهم إلى نفسه ولا إلى عقله؛ فلذلك أوجب على المفضول طاعة الفاضل⁣(⁣١) وسؤاله والرد إليه، ولولا أن مما تعبد المكلفين بمعرفته ما يجب التقليد فيه، وأن من عباده من يجب تقليده - لما أمر بطاعة أولي الأمر، وسؤال أهل الذكر. ولولا أنه سبحانه قد عرفهم بما يقلدون فيه وهو قوله سبحانه: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ}⁣[الشورى: ١٠]، وعرفهم بمن يقلدونه في مثل قوله سبحانه: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا}⁣[فاطر: ٣٢]، وتبيين النبي ÷ لذلك بقوله: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به من بعدي⁣(⁣٢) لن تضلوا أبداً: كتاب الله وعترتي أهل بيتي»، ونحو ذلك مما سيأتي ذكر بعضه إن شاء الله - لكان⁣(⁣٣) أمره بالطاعة والسؤال⁣(⁣٤) تكليفاً لعلم ما لا يطاق وعلم ما لا يعلم؛ تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.

  فهذه جملة مما تنبه على وجوب طلب العلم الصحيح من أهله ومحله⁣(⁣٥).


(١) في (ب): الأفضل.

(٢) في (ب): لن تضلوا من بعدي أبداً.

(٣) جواب لولا في أول الكلام.

(٤) نخ (ب): وبالسؤال.

(٥) زيادة من نخ (ب).