[ذكر الخلاف في أنواع العالم]
  ومنهم من يعبر عن تلك العقول بأنهم الملائكة الروحانيون المقربون.
  ومنها عالم الأفلاك والأملاك، ومنهم من يعبر عنها بأنها الملائكة الكروبيون.
  ومنها عالم الطبائع الأربع التي يسمونها العناصر والأمهات والاستقصات [والإرادات(١)] والأركان.
  ومنها: عالم الكون والفساد، وهو الأرض وما فيها مما يحدث ويفنى، ويزيد وينقص، ويحيى ويموت.
[ذكر الخلاف في أصل العالم]
  وأما الخلاف في أصل العالم: فقد تقدم ذكر ما زخرفته الفلاسفة في ذلك من الأقوال المبتدعة المتوهمة.
  وأما أئمة العترة $ فهم يقولون: إن معرفة أول مخلوق وكيفية خلقه من الغيوب التي لا طريق إليها إلا الخبر الذي يروونه عن النبي ÷ وهو: «أن أول ما خلق الله سبحانه الهواء» الذي هو مكان لا في مكان، وهو جسم لطيف يتحرك ويسكن، واستدلوا بذلك على أن أول وقت خلقه الله سبحانه يجب أن يكون وجوده مقارناً لوجود الهواء، ثم خلق الله سبحانه بعد الهواء الماء، ثم خلق الرياح حركت ذلك الماء حتى أزبد، ثم خلق النار فأحرقت ذلك الزبد، ثم خلق الأرض من الحراقة، والسماء من الدخان، ونحو ذلك مما قصه الله سبحانه في كتابه، وعلى لسان نبيه ÷.
[ذكر الخلاف في أنواع العالم]
  وأما الخلاف في أنواع العالم: فمذهب أئمة العترة $ فيه بخلاف ما ذهبت(٢) إليه الفلاسفة، وهو ما تقدم، وبخلاف ما ذهبوا إليه هم والمعتزلة من
(١) زيادة من نخ (أ).
(٢) نخ (أ): ذهب.