[الكلام في معنى أن الله سبحانه واحد، وذكر الاختلاف فيه]
  ومذهب أئمة العترة $: هو أنه سبحانه موجود لا في مكان، ولا بعد عدم، ولا بمشاهدة، وأنه لا يجوز إثبات وجود للموجود غير ذاته، ولا يجوز على الجملة إثبات أمر ليس بشيء ولا لا شيء في الشاهد ولا في الغائب؛ لكون ذلك مستحيلاً، وغير مفروض ولا معقول.
[الكلام في معنى أن الله سبحانه واحد، وذكر الاختلاف فيه]
  وأما الواحد: فاعلم أن من زنادقة الفلاسفة من يدلس على المتعلمين بضرب مثال يضربونه لوحدانية علتهم التي زعموا أنها أزلية، وهو أن مثلها عندهم كمثل واحد العدد الذي يضاف إلى ما بعده، ولا يضاف إلى شيء قبله.
  قالوا: ومثل(١) العقل الأول المنفعل منها كمثل الثاني الذي رتبته ما بين الأول والثالث، ومثل النفس المنفعلة من العقل الأول [المنفعل منها(٢)] كمثل الثالث حتى ينتهوا(٣) إلى التاسع.
  ثم تكلموا في العاشر، قالوا: وهو العقل الفعال، وهو آخر العشرة، ونحو ذلك مما قد شغلوا به الأوراق، وأنفدوا في الاشتغال به الأعمار.
  وأما مذهب أئمة العترة $: فهو أن وحدانية الله سبحانه وحدانية مَلِكٍ لا بمعنى العدد؛ لأن واحد العدد يشبه سائر الآحاد، ويتجزأ في نفسه، وكل متجزٍ ومشابه لغيره فليس بواحد على الحقيقة؛ لأنه يكثر بإضافة غيره إليه، ويقل في جنب ما هو أكثر منه.
  ومما استدلوا به على أن الله سبحانه واحد أمور، منها: أن الذي دلهم على إثباته هو ما شاهدوا من أثر صنعة، وكذلك ما وصف نفسه به(٤) في كتابه،
(١) في (ب): ومثال.
(٢) زيادة من نخ (ب).
(٣) في (ب): ينتهي.
(٤) في (ب): وصف به نفسه.