مجموع السيد حميدان،

حميدان يحيى القاسمي (المتوفى: 700 هـ)

[ذكر الفرق بين الأسماء والصفات]

صفحة 113 - الجزء 1

  وأما قولهم: إنه مختص به سبحانه لأجل وجوده لا في محل فوجوده لا في محل مستحيل، مع أن جملة العالم موجود لا في محل وليس بمختص⁣(⁣١) به سبحانه، ومع أنه لو جاز [وجود⁣(⁣٢)] عرض لا في محل وجاز أن يختص به الموجود لا في محل لكان العالم الموجود لا في محل أولى بالاختصاص بذلك العرض من الباري سبحانه وتعالى عما يصفون.

[ذكر الفرق بين الأسماء والصفات]

  وأما ذكر الفرق بين هذه الأسماء والصفات: فينبه عليه ذكر مسألتين:

  الأولى: رد عموم مجاز الاشتراك فيها إلى حقيقة الوصف الخاص لله سبحانه، نحو أن يقال: موجود لا بعد عدم، وقديم لا بزمان، وواحد لا بمعنى العدد، وحي لا بحياة.

  والثانية: كون قدرة المخلوق وعلمه وما أشبههما أشياء غير ذاته، يصح إضافتها إليه حقيقة، واشتقاق أوصافه منها، وكون الباري سبحانه موصوفاً لا بصفات.

[الكلام في أفعال الباري سبحانه، وذكر خلاف المطرفية والمجبرة]

  وأما [ذكر⁣(⁣٣)] أفعال الباري سبحانه: فقد تقدم ذكر كون العالم دالاً على أن له صانعاً حياً قادراً عالماً مريداً مختاراً، لا مثل له، ولا شريك في خلق جميع أصول العالم وفروعه، أجسامه وأعراضه، لا فرق في جميع ذلك بين ما شاهدنا حدثه خلقاً بعد خلق، نحو قوله سبحانه: {فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ ٥}⁣[الطارق]، وقوله: {فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ ٢٤}⁣[عبس]، وبين ما أخبرنا به ولم نشاهده، نحو قوله سبحانه: {بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ}⁣[البقرة: ١١٧]، وبين ما لم


(١) في (ب): مختص.

(٢) ما بين القوسين ساقط في (ب).

(٣) زيادة من نخ (ب).