مجموع السيد حميدان،

حميدان يحيى القاسمي (المتوفى: 700 هـ)

[الكلام في الإيمان برسل الله سبحانه]

صفحة 118 - الجزء 1

  «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً: كتاب الله وعترتي أهل بيتي»، ونحو ذلك من الأخبار المتفقة في المعنى وإن اختلفت الألفاظ.

  ويجب ترك الاغترار بشبه من زعم أن عقله يغنيه عن الكتاب وأهله، ومن زعم أن ورثة الكتاب هم جميع العلماء، ومن زعم أن القرآن الصحيح مكتوم مع الأئمة الغائبين، ومن زعم أن للقرآن تأويلاً باطناً مخالفاً لجميع ظواهره⁣(⁣١).

[الكلام في الإيمان برسل الله سبحانه]

  وأما الإيمان برسل الله سبحانه: فالكلام فيه ينقسم إلى ذكر من تقدم من الأنبياء $، وإلى ذكر نبينا خاصة، وإلى ذكر من يقوم من ذريته مقامه من بعده.

  أما ذكر من تقدم من الأنبياء À: فهو يشتمل على جمل تفيد من تأملها يقيناً في علمه، وخشوعاً في قلبه، إذا لم يكن فيه زيغ يمنعه من البصر بعقله.

  منها: حكاية الله سبحانه لاتفاق أقوالهم في الدعاء لأممهم إلى الإيمان بالله سبحانه، والاستدلال عليه بصنعه نحو: قول نوح #: {مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا ١٣ وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا ١٤}⁣[نوح]، أي: مرة بعد مرة، وخلقاً بعد خلق.

  وقول هود #: {وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ ١٣٢ أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ ١٣٣ وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ١٣٤}⁣[الشعراء]، أي: خافوا الله الذي رزقكم.

  وقول صالح #: {وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُورًا⁣(⁣٢)}⁣[الأعراف: ٧٤]، أي: تذكروا لتعلموا أن الله سبحانه [الذي⁣(⁣٣)] خلقكم وجعلكم خلفاء لعاد، وأسكنكم في مساكنهم، فلا تعصوه فيفعل بكم مثل ما فعل بهم.

  وقول شعيب #: {وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ ١٨٤}⁣[الشعراء].


(١) في (ب): الظواهر.

(٢) زيادة من نخ (ب).

(٣) زيادة من نخ (ب).