[الأدلة على مذهب العترة في مسألة الإمامة]
[الأدلة على مذهب العترة في مسألة الإمامة]
  والذي يدل على صحة القول بالنص الجلي: قول النبي ÷ لعلي # في قصة أسد بن غويلم: «اخرج إليه يا علي ولك الإمامة من بعدي»، وقوله: «الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا، وأبوهما خير منهما».
  والذي يدل على أن منصب الإمامة في ولد الحسن والحسين خاصة إخبار الله سبحانه بأنه اصطفاهم لإرث كتابه، وأنه اختارهم على علم على العالمين، وأنه أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، ونحو ذلك مما يدل على أنه سبحانه إنما اختارهم لعلمه بصلاحهم وعدالتهم، وهذا أيضاً هو الذي يدل على كون إجماعهم حجة.
  والذي يدل على أن الإمام السابق حجة لله سبحانه يجب تصديقه والاقتداء به: قول الله سبحانه: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ}[النساء: ٥٩]، وأولوا الأمر هم أئمة الأعصار؛ فدل بذلك على أن طاعتهم واجبة كطاعته وطاعة رسوله، وكل من وجبت طاعته لم تجز مخالفته، ولا الشك في روايته واجتهاده في سيرته، فاعلم ذلك.
[الكلام في الإيمان باليوم الآخر]
  وأما الإيمان باليوم الآخر: فالكلام فيه ينقسم إلى خمس مسائل:
  الأولى: [في(١)] الكلام في البعث على الجملة، وذلك لأن جميع فرق الكفار والزنادقة استبعدوا واستعظموا أن يعود الإنسان حياً بعد كونه تراباً، قال الله سبحانه: {بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ ٢ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ ٣} ... إلى قوله سبحانه: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ ١٢ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ
(١) زيادة من نخ (ب).