[الفصل الثالث: في ذكر جملة من اختلاف أحوال الأئمة]
  وأشباه ذلك مما يدل على أنه لا يجوز أن يُقتدى بأحد ممن خالف أئمة الهدى، ولا أن يعتد بخلافه، فضلاً عن تصويبه.
  وأما أفعاله #؛ فمنها: اعتزاله للمشائخ في وقت عدمه للناصر عليهم، وتركه لمعاونتهم على الإثم والعدوان ومعصية الرسول، مع علمه بما يجب عليه من المعاونة على البر والتقوى، ومن النصرة لأئمة الهدى؛ فلو كانوا أئمة وأفعالهم دين لله سبحانه خالص لما جاز له التخلف عن نصرتهم.
  ومنها: موالاته # لمن أنكر إمامة المشائخ من الصحابة.
  ومنها: جهاده لمن سلك طريقتهم(١) من اتباعهم وأشباههم(٢)؛ لأجل وجوده للناصر(٣) عليهم، وأشباه ذلك مما هو معلوم بإجماع العترة.
[الفصل الثالث: في ذكر جملة من اختلاف أحوال الأئمة]
  وأما الفصل الثالث: وهو في ذكر جملة من اختلاف أحوال الأئمة $:
  فالغرض بذكره التنبيه على معرفة تصاريف عباراتهم، التي معرفتها تنبيه على معرفة غامض قصودهم، التي من عرفها عرف اتفاقهم، وأمكنه التأويل لكل مشكل من الأقوال المنسوبة إليهم؛ وذلك لأنه(٤) لما كثر حاسدهم على ما آتاهم الله سبحانه من فضله، وخصهم به من إرث الكتاب وخلافة الرسول - تفرق من سلم منهم من القتل في البلاد:
  فمنهم: من صار إلى حيث لا يمكنه التصريح بمذهبه لفظاً ومعنى، والإنكار على كل مخالف في الإمامة وأحكامها.
(١) في (ب): طريقهم.
(٢) نخ: أشياعهم.
(٣) نخ (ب): الناصر.
(٤) نخ (ب): أنه.