[الفصل الرابع: بعض أمثلة ما خولف فيه بين الأئمة وما يصح منها وما لا يصح]
  ومنهم: من صار إلى حيث لا يمكنه إلا التعريض بمذهبه والإشارة إليه، والخلط له بحكاية غيره من مذاهب المخالفين.
  ومنهم: من أمكنه التوسع في العلوم والاستظهار بكثرة التصانيف.
  ومنهم: من اقتصر على القدر الواجب عليه، والمحتاج إليه.
  ومنهم: من نشأ بين العرب.
  ومنهم: من نشأ بين العجم.
  ومنهم: من صارت كتبه في حياته وبعد موته إلى من يحفظها من أكثر الدسيس.
  ومنهم: من صارت كتبه إلى من باطنه بخلاف ظاهره.
  ومنهم: من ألزم رعيته العمل بفتاويه وسيره في حياته.
  ومنهم: من لم يلزم أحداً ذلك.
  ومنهم: من جمعت أقواله بعد موته وجعلت مذهباً له.
  وأشباه ذلك مما يجب لأجله حسن الظن بهم، وترك المخالفة بينهم في كل ما يحتمل أن يتأول على الموافقة دون المخالفة، ويجب لأجله أن يقلد الحي منهم، وأن يرجع إلى قوله في تأويل كل ما أشكل من أقوال سلفه، فإن كان وقت فترة وجب العمل بالأحوط من أقوالهم، وهذا هو الظاهر المعلوم من مذهبهم على جميعهم السلام.
[الفصل الرابع: بعض أمثلة ما خولف فيه بين الأئمة وما يصح منها وما لا يصح]
  وأما الفصل الرابع: وهو في ذكر ضروب من أمثلة ما خولف فيه بين الأئمة، وذكر ما يصح منه(١) وما لا يصح؛ فجملتها عشرة:
  الأول: ما تقدم ذكره من المسائل المرجاة لأنظار الأئمة التي يجوز اختلافها
(١) في (ب): منها.