[الفصل الخامس: في البلوى بجواز استعمال المجاز مع الحقيقة]
  ومما يشهد بصحة ذلك من كتاب الله سبحانه قوله: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ٧}[آل عمران].
  ومن كلام أمير المؤمنين # قوله المحكي في النهج: (واعلم أن الراسخين في العلم هم الذين أغناهم عن اقتحام السدد المضروبة دون الغيوب الإقرارُ بجملة ما جهلوا تفسيره من الغيب المحجوب؛ فمدح الله اعترافهم بالعجز عن تأويل ما لم يحيطوا به علماً، وسمى تركهم للتعمق فيما لم يكلفوا البحث عن كنهه رسوخاً).
  وقوله: (إن في أيدي الناس حقاً وباطلاً، وصدقاً وكذباً، وناسخاً ومنسوخاً، وعاماً وخاصاً، ومحكماً ومتشابهاً، وحفظاً وَوَهْماً، وقد كذب على رسول الله ÷ على عهده حتى قام خطيباً، فقال: «من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار»).
  وقوله: (فإنه لا سواء إمام الهدى وإمام الردى، وقد قال النبي ÷: «إني لا أخاف على أمتي مؤمناً ولا مشركاً؛ أما المؤمن فيمنعه الله بإيمانه، وأما المشرك فيمنعه الله بشركه، ولكني أخاف عليهم منافق الجنان، عالم اللسان، يقول ما يعرفون، ويفعل ما ينكرون»).
  وقوله: (دعه يا عمار فإنه لم يأخذ من الدين إلا ما قارنته الدنيا، وعلى عمد لبس على نفسه؛ ليجعل الشبهات عاذراً لسقطاته).
[الفصل الخامس: في البلوى بجواز استعمال المجاز مع الحقيقة]
  وأما الفصل الخامس: وهو في البلوى بجواز استعمال المجاز مع الحقيقة في كثير من الأسماء والعبارات:
  فذلك ظاهر في إباحة الله سبحانه لعباده أن يتسموا مجازاً بما هو من أسمائه