مجموع السيد حميدان،

حميدان يحيى القاسمي (المتوفى: 700 هـ)

[الفصل السابع: في البلوى بإيجاب الولاء والبراء في الدين]

صفحة 173 - الجزء 1

  حار، إنك نظرت تحتك ولم تنظر فوقك فحرت، إنك لم تعرف الحق فتعرف⁣(⁣١) من أتاه، ولم تعرف الباطل فتعرف من أتاه) فقال: إني أعتزل مع سعد بن مالك⁣(⁣٢) وعبدالله بن عمر، فقال #: (إن سعداً وعبدالله بن عمر لم ينصرا الحق ولم يخذلا الباطل).

[الفصل السابع: في البلوى بإيجاب الولاء والبراء في الدين]

  وأما الفصل السابع: وهو في البلوى بإيجاب الولاء والبراء في الدين:

  فالولاء ينقسم إلى عام: نحو ما ذكره الله سبحانه من موالاة المؤمنين والمؤمنات بعضهم لبعض، وإلى خاص: وهو ما أوجب الله سبحانه على المؤمنين⁣(⁣٣) من طاعة أولي الأمر منهم، ومودتهم، وتوقيرهم، وسؤالهم، والرد إليهم، والاقتفاء لآثارهم في الدين قولاً وعملاً واعتقاداً.

  والبراء ينقسم إلى المبارأة لكل عاص لله بالقلب واللسان، مع جواز البر له والإقساط إليه - إذا كان مسالماً - بكل ممكن، وإلى المبارأة لمن حارب أئمة الهدى، وظاهَر⁣(⁣٤) على حربهم والمعاداة لهم.

  وأما كون التعبد بالولاء والبراء من جملة البلوى فلما فيه من وجوب إكراه النفس على البغضة والمهاجرة لمن ولعت نفسه بمحبته، وأنست بصحبته، من الآباء والأبناء، والسادات والأخلاء، إذا كانوا محادين لله ولأوليائه، وإكراهها على ما تكره⁣(⁣٥) من الموادة والموالاة لمن عاداهم.

  وأما وجوب الولاء والبراء: فهو ظاهر بما في كتاب الله سبحانه من الأمر


(١) في (أ): وتعرف.

(٢) سعد بن مالك بن أبي وقاص القرشي الزهري المكي، شهد بدراً وما بعدها، واعتزل بعد قتل عثمان، وروى من فضائل علي # خبر المنزلة والراية وغيرهما. أخرج ذلك عنه أئمة العترة $ والعامة. توفي في العقيق على عشرة أميال من المدينة، وحمل إليها سنة (٥٥ هـ) أو (٥٨ هـ)، أخرج له أئمتنا الخمسة إلا محمد بن منصور والجماعة، وروى عنه سعيد بن المسيب وابنته عائشة وغيرهما.

(٣) نخ (ب): المسلمين.

(٤) نخ (أ): فظاهر.

(٥) نخ (ب): يكره.