مجموع السيد حميدان،

حميدان يحيى القاسمي (المتوفى: 700 هـ)

[تقسيم أمير المؤمنين # لرجال الحديث]

صفحة 213 - الجزء 1

[تقسيم أمير المؤمنين # لرجال الحديث]

  ويؤيد ذلك: ما حكي في [كتاب⁣(⁣١)] نهج البلاغة عن أمير المؤمنين # أنه قال: (رجال الحديث أربعة: الأول: منافق يتعمد الكذب؛ فظاهره⁣(⁣٢) أنه صاحب لرسول الله ÷ وهو ممن وصفه الله بما وصف، وبقي بعد النبي ÷ يتقرب بالكذب إلى أئمة الضلال، وإنما الناس مع الملوك والدنيا إلا من عصم الله.

  والثاني: رجل سمع ولم يحفظ بل توهم.

  والثالث: رجل سمع شيئاً ثم نُهِي عنه ولم يعلم بنسخه.

  والرابع: رجل سمع من الكلام ما له وجهان ولم يعلم أيهما عنى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وليس كل أصحاب رسول الله ÷ كان يسأله ويستفهمه، حتى إن كانوا ليحبون أن يجيء الأعرابي أو الطارئ فيسأله حتى يسمعوه، وكان لا يمر بي من ذلك شيء إلا سألت عنه وحفظته).

  وقال #: (تالله لقد عَلِمتُ بتبليغ الرسالات، وإتمام العدات، وتمام الكلمات، وعندنا أهل البيت أبواب الحكم، وضياء الأمر).

[معارضة للمعتزلة في مسألة الإمامة والجواب عليهم]

  الثالثة: معارضتهم للاستدلال بإجماع العترة على دعواهم للنص والحصر بقولهم: إن ذلك مثل شهادة الجارِّ للنفع إلى نفسه.

  ومما يجاب به عن ذلك: أن الذي دل على كون إجماع العترة حجة هو إخبار الله سبحانه في كتابه وعلى لسان نبيه بأنه اختارهم من خلقه، واصفطاهم لإرث كتابه، وللجهاد فيه حق جهاده، وللشهادة له على عباده، وأمرهم بمودتهم وطاعتهم، وسؤالهم والرد إليهم، وجعله لطاعتهم مقرونةً بطاعته؛ فدل⁣(⁣٣)


(١) زيادة من نخ (أ).

(٢) في (ب): وظاهره.

(٣) في (ب): فدل ذلك.