مجموع السيد حميدان،

حميدان يحيى القاسمي (المتوفى: 700 هـ)

[تظلم أمير المؤمنين # وتشكيه من أهل السقيفة]

صفحة 217 - الجزء 1

[تظلم أمير المؤمنين # وتشكيه من أهل السقيفة]

  ومما يؤيد هذه الجملة من كلام أمير المؤمنين # - قوله في كتاب المحن: (فلم أشعر بعد قبض رسول الله ÷ إلا برجال من بعث أسامة وعسكره قد تركوا مراكزهم، وأخلوا مواضعهم، وخالفوا أمر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ فيما أنهضهم فيه وأمرهم به، وتقدم إليهم فيه: من ملازمة أميرهم، والمسير معه وتحت لوائه حتى ينفذ لوجهه الذي وجهه له، وخلفوا أميرهم مقيماً في عسكره؛ فأقبلوا يتبادرون على الخيل ركضاً إلى عقد عقده الله ورسوله⁣(⁣١) صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ لي في أعناقهم، وعهد عهده⁣(⁣٢) الله لي إليهم ورسوله، فنكثوه وعقدوا لأنفسهم).

  وقوله المحكي في كتاب نهج البلاغة: (حتى إذا قبض رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله - رجع قوم على الأعقاب، وغالتهم السبل، واتكلوا على الولائج⁣(⁣٣)، ووصلوا غير الرحم، وهجروا النسب⁣(⁣٤) الذي أمروا بمودته، ونقلوا البناء عن أرض⁣(⁣٥) أساسه، فبنوه في غير موضعه).

  وقوله: (اللهم إني أستعديك على قريش؛ فإنهم قطعوا رحمي، وأكفأوا إنائي، وأجمعوا على منازعتي حقاً كنت أولى به من غيري، وقالوا ألا إن في الحق أن نأخذه وفي الحق أن تُمْنَعَه، فاصبر مغموماً أو مت متأسفاً؛ فنظرت فإذا ليس لي رافد ولا ذاب ولا مساعد إلا أهل بيتي؛ فضننت بهم عن المنية).

  وقوله في خطبته المعروفة بالموضحة ذات البيان: (فاجتدع المسلمون ثَمَّ سبقي،


(١) في (ب): عقده الله لي ورسوله ÷.

(٢) في (ب): أعهده.

(٣) الولائج: جمع وليجة، وهي البطانة يتخذها الإنسان لنفسه. وقوله: «ووصلوا غير الرحم»: أي: غير رحم رسول الله ÷. شرح النهج

(٤) قال في شرح النهج: السبب يعني: أهل البيت.

(٥) في (نخ): رص. وفي شرح النهج: عن رص أساسه، قال: الرص مصدر رصصت الشيء أرصه، أي: ألصقت بعضه ببعض ... إلى أن قال: فبنوه في غير موضعه ونقلوا الأمر عن أهله إلى غير أهله.