مجموع السيد حميدان،

حميدان يحيى القاسمي (المتوفى: 700 هـ)

[كلام الأئمة في ذم كل مخالف في الإمامة]

صفحة 231 - الجزء 1

  كل من كانت⁣(⁣١) خاتمة معاصيه التوبة النصوح فهو من أهل الجنة، ومن كانت خاتمة طاعاته الإصرار على معصية واحدة فهو من أهل النار، وذلك مما يرجح القول بالإحباط على القول بالموازنة.

[كلام الأئمة في ذم كل مخالف في الإمامة]

  ومما يؤيد ما تقدم ذكره في هذا الفصل من كلام الأئمة في ذم كل مخالف في الإمامة سواء كان صحابياً أو معتزلياً، أو كان ممن شايعهم وحسن الظن بهم:

  قول أمير المؤمنين # المحكي عنه في كتاب نهج البلاغة في ذم من استغنى برأيه وعلم شيوخه: (فيا عجباً، وما لي لا أعجب من خطأ هذه الفرق على اختلاف حججها في دينها، لا يقتفون أثر نبي، ولا يقتدون بعمل وصي، ولا يؤمنون بغيب، ولا يَعِفُّون عن عيب، يعملون في الشبهات، ويسيرون في الشهوات، المعروف فيهم ما عرفوه، والمنكر عندهم ما أنكروه، ومفزعهم في المعضلات إلى أنفسهم، وتعويلهم في المبهمات على آرائهم، كأن كل امرء منهم إمام نفسه).

  وحكي عن زيد بن علي # أنه نسب ما أصابه من ظلم هشام إلى الشيخين؛ لكونهما أول من سن ظُلْمَ العترة والتقدمَ على الأئمة.

  وحكى⁣(⁣٢) الإمام المنصور بالله # كلام محمد بن عبدالله النفس الزكية # الذي منه قوله: (فأوصى بها أبو بكر إلى عمر عن⁣(⁣٣) غير شورى؛ فقام بها⁣(⁣٤) عمر، وعمل في الولاية بغير عمل صاحبه، وليس بيده فيها عهد من رسول الله ÷، ولا تأويل من كتاب الله إلا رأي توخاه، هو فيه مفارق لرأي


(١) في (ب): كان.

(٢) نخ (ب): وحكاية.

(٣) في (ب): من.

(٤) في (ب): فيها.