مجموع السيد حميدان،

حميدان يحيى القاسمي (المتوفى: 700 هـ)

[الاختلاف في تأويل الكتاب]

صفحة 240 - الجزء 1

  ومما يؤيد ذلك: قول زيد بن علي # في رسالته إلى علماء الأمصار: (فنحن أعلم الأمة بالله، وأوعى الخلق للحكمة، وعلينا نزل القرآن، وفينا كان يهبط جبريل #، ومن عندنا اقتبس الخير؛ فمن علم خيراً فمنا اقتبسه، ومن قال خيراً فنحن أصله، ونحن أهل المعروف، ونحن الناهون عن المنكر، ونحن الحافظون لحدود الله).

  وقول الحسين بن القاسم # في كتاب التوفيق والتسديد: (وسألت عن العقول هل هي مستوية أم بينها اختلاف؟ ... إلى قوله: فأفضل⁣(⁣١) العقول عقول الملائكة الأكرمين، ثم عقول الأنبياء أكمل من عقول الأوصياء، ثم الأوصياء أكمل من الأئمة في العقول، وأفضل في الاعتقاد والقول، ثم للسابقين من الفضيلة على المقتصدين كمثل فضيلة⁣(⁣٢) الأنبياء على الوصيين، وللأئمة المقتصدين من الفضل ما لا يكون لفضلاء المؤمنين، وأفضل الناس كلهم فضلاً، وأكملهم ديناً وعقلاً - محمد خاتم النبيين ~ وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين -).

  وقوله في كتاب نبأ الحكمة: (وجميع العقول مفتقرة إلى عقول الأئمة $، ولولا ذلك لما احتاج أحد إلى إمام، ولسقط فرض الإمام عن⁣(⁣٣) جميع الأنام).

[الاختلاف في تأويل الكتاب]

  والفرق الرابع: باختلاف تأويلهم للكتاب، وذلك لأن الأئمة $ هم أهل الكتاب، ولا معنى⁣(⁣٤) لكونهم أهلاً له إلا كونهم ورثة لعلمه، وأنهم أعلم الأمة بمحكمه ومتشابهه، ومجمله ومبينه، وخاصه وعامه، وأمره ونهيه، وناسخه ومنسوخه، وإيجابه وحظره، وإباحته وزجره وندبه، ومقدمه ومؤخره،


(١) نخ (ب): وأفضل.

(٢) في (ب): فضل.

(٣) نخ (ب): على.

(٤) في (ب): ولا معنى كونهم.