[الاختلاف في تأويل الكتاب]
  ومما يؤيد ذلك: قول زيد بن علي # في رسالته إلى علماء الأمصار: (فنحن أعلم الأمة بالله، وأوعى الخلق للحكمة، وعلينا نزل القرآن، وفينا كان يهبط جبريل #، ومن عندنا اقتبس الخير؛ فمن علم خيراً فمنا اقتبسه، ومن قال خيراً فنحن أصله، ونحن أهل المعروف، ونحن الناهون عن المنكر، ونحن الحافظون لحدود الله).
  وقول الحسين بن القاسم # في كتاب التوفيق والتسديد: (وسألت عن العقول هل هي مستوية أم بينها اختلاف؟ ... إلى قوله: فأفضل(١) العقول عقول الملائكة الأكرمين، ثم عقول الأنبياء أكمل من عقول الأوصياء، ثم الأوصياء أكمل من الأئمة في العقول، وأفضل في الاعتقاد والقول، ثم للسابقين من الفضيلة على المقتصدين كمثل فضيلة(٢) الأنبياء على الوصيين، وللأئمة المقتصدين من الفضل ما لا يكون لفضلاء المؤمنين، وأفضل الناس كلهم فضلاً، وأكملهم ديناً وعقلاً - محمد خاتم النبيين ~ وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين -).
  وقوله في كتاب نبأ الحكمة: (وجميع العقول مفتقرة إلى عقول الأئمة $، ولولا ذلك لما احتاج أحد إلى إمام، ولسقط فرض الإمام عن(٣) جميع الأنام).
[الاختلاف في تأويل الكتاب]
  والفرق الرابع: باختلاف تأويلهم للكتاب، وذلك لأن الأئمة $ هم أهل الكتاب، ولا معنى(٤) لكونهم أهلاً له إلا كونهم ورثة لعلمه، وأنهم أعلم الأمة بمحكمه ومتشابهه، ومجمله ومبينه، وخاصه وعامه، وأمره ونهيه، وناسخه ومنسوخه، وإيجابه وحظره، وإباحته وزجره وندبه، ومقدمه ومؤخره،
(١) نخ (ب): وأفضل.
(٢) في (ب): فضل.
(٣) نخ (ب): على.
(٤) في (ب): ولا معنى كونهم.