مجموع السيد حميدان،

حميدان يحيى القاسمي (المتوفى: 700 هـ)

[الاختلاف في العلوم على الجملة في الصحة والبيان]

صفحة 243 - الجزء 1

  ثم قال: أيهما أعظم عند الله ø الصلاة أم الصوم⁣(⁣١)؟ قال: بل الصلاة، قال: فما بال المرأة إذا حاضت تقضي الصيام ولا تقضي الصلاة؟ اتق الله يا عبد الله ولا تقس، فإنا نقف نحن غداً وأنت⁣(⁣٢) ومن خالفنا بين يدي الله ø، فنقول: قال رسول الله ÷، قال الله عز وتعالى⁣(⁣٣)، وتقول أنت وأصحابك: سمعنا ورأينا، فيفعل بنا وبكم ما يشاء).

[الاختلاف في العلوم على الجملة في الصحة والبيان]

  والفرق السادس: باختلاف⁣(⁣٤) علومهم على الجملة في الصحة والبيان، وذلك لأن علوم الأئمة $ مبنية على أصول صحيحة معلومة، وموضوعة بألفاظ فصيحة مفهومة، سلكوا فيها⁣(⁣٥) طريقة العرب في الخطاب بالمجاز، واقتدوا بألفاظ الكتاب والسنة في السجع والإيجاز، وليس كذلك أكثر علوم مخالفيهم من علماء العامة؛ فإنها مبنية على أصول أكثرها مجهولة ومختلفة وموضوعة، بألفاظ أكثرها متكلفة ومزخرفة، سلكوا بها طريقة الفلاسفة في استعمال⁣(⁣٦) الموضوعات المنطقية، والتأصيل للمقدمات المغلطة الاصطلاحية، والتفريع عنها بالقياسات المبدعة الوهمية، التي تميل إلى سماعها النفوس، وتنفر عن مغالطها العقول.

  ومما ينبه على معرفة الفرق بين الأئمة والعامة من الكتاب قول الله سبحانه: {أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ٣٥}⁣[يونس].


(١) نخ (ب): الصوم أم الصلاة.

(٢) نخ (ب): نحن وأنت غداً.

(٣) في (ب): ø.

(٤) في (ب): اختلاف.

(٥) نخ (أ): بها.

(٦) في (ب): استعمالات.