[الاختلاف في الائتلاف]
[الاختلاف في الائتلاف]
  والفرق الثامن: باختلافهم في الائتلاف، وذلك لأن الأئمة $ فرقة واحدة لأجل تمسكهم بالكتاب، وكل واحد منهم متبع لسبيل من قبله من الأئمة، وحاذ حذوهم، ومبين لما اختلف فيه من أقوالهم وسيرهم، ولما حرف من كلامهم، أو زيد عليه أو نقص منه، ومنكر على من خالفهم أو خالف بينهم، بخلاف علماء العامة فإنهم فرق، ولكل فرقة منهم مذهب يعتزون إليه، وشيخ يعتمدون فيه عليه.
  ومما يؤيد ذلك: قول أمير المؤمنين [#(١)] المحكي عنه في نهج البلاغة، الذي [منه قوله(٢)] في ذم المختلفين: (أفأمرهم الله سبحانه بالاختلاف فأطاعوه؟ أم نهاهم عنه فعصوه؟ أم أنزل الله ديناً ناقصاً فاستعان بهم على إتمامه؟ أم كانوا له شركاء فلهم أن يقولوا وعليه أن يرضى؟ أم أنزل الله ديناً تاماً فقصر الرسول ÷ عن تبليغه وأدائه؟).
  وكذلك ما حكاه الناصر للحق الحسن بن علي # - فيما رواه عنه مصنف المسفر - من اختلاف كثير من شيوخ المعتزلة في علوم الدين، حتى تبرأ بعضهم من بعض لأجل ذلك.
[الفصل العاشر: في ذكر صفات المتشيعين]
  وأما الفصل العاشر: وهو في ذكر جملة مما يكشف عن أسرار المتشيعين.
  فلأن من صفة شيعي العترة عندهم: أن يكون متبعاً لسبيلهم في الدين قولاً وعملاً واعتقاداً، لا يخالفهم ولا يخالف بينهم، ولا يوالي من خالفهم، ولا ينكر كون إجماع العترة حجة لازمة، ولا كون التمسك بهم واجباً.
(١) زيادة من نخ (ب).
(٢) زيادة من نخ (أ).