[الفصل الثاني: الكلام في صفات الذات]
[الفصل الثاني: الكلام في صفات الذات]
  وأما الفصل الثاني: وهو الكلام في صفات الذات - فمذهب العترة أن وصف الباري سبحانه بأنه قادر وعالم وحي وموجود ونحو ذلك مما يستحق الوصف به أزلاً وأبداً(١) لا يدل على إثبات صفات لذاته زائدة عليها، وأن معنى إضافتها إليه كمعنى إضافة وجهه ونفسه إليه؛ وذلك لأنه عندهم يستحيل(٢) إثبات واسطة بين وصفه وذاته كما يستحيل إثبات وجه ونفس له سبحانه، ويجب عندهم(٣) أن نفرق في ذلك بينه سبحانه وبين المخلوق(٤) الذي يجب أن يدل وصفه بالقدرة والعلم على وجود قدرة مخلوقة له و(٥) علم: إما مكتسب، وإما ضروري.
  ومذهب [بعض(٦)] المعتزلة أن وصف الباري سبحانه بكونه قادراً وعالماً وحياً وموجوداً يدل على صفات زائدة على ذاته سبحانه، وثابتة له فيما لم يزل.
  ومنهم من يقول: إنه يستحقها كلها لذاته، ومنهم من يقول: إنه يستحقها لأمر زائد على ذاته أخص منها، لا يستحق لذاته سوى ذلك الأمر، واصطلحوا على تسمية الصفات على الجملة أموراً لا أشياء، وثابتة لا موجودة، وأزلية لا قديمة، وزوائد على الذات لا أغياراً لها. وعلى وصفها بأنها لا شيء ولا لاشيء، ولا قديمة ولا محدثة، ولا موجودة ولا معدومة، وأنها لا تعلم مع الذات ولا منفردة، وأشباه ذلك مما لم يسبقهم إلى القول به موحد، ولا يتبعهم فيه إلا مقلد.
  والذي يدل على صحة مذهب العترة في ذلك وبطلان مذهب المعتزلة:
(١) نخ (ب): أبداً وأزلاً.
(٢) نخ (ب): مستحيل.
(٣) نخ (ب): في ذلك.
(٤) نخ (ب) المخلوقين.
(٥) نخ (ب): أو.
(٦) زيادة من نخ (أ).