مجموع السيد حميدان،

حميدان يحيى القاسمي (المتوفى: 700 هـ)

[أقوال الأئمة تشهد بأن صفات الله ذاته]

صفحة 262 - الجزء 1

  وسادسها: موافقتهم بقولهم: إن صفات الله أمور زائدة على ذاته لقول من قال: صفات الله أشياء غير ذاته، وأشباه ذلك مما لا فرق بينه إلا بما اخترصوه من الاصطلاح الذي لا يجوز قبوله، فضلاً عن أن يجب.

[أقوال الأئمة تشهد بأن صفات الله ذاته]

  ومما يشهد بصحة هذه الجملة من أقوال الأئمة:

  قول أمير المؤمنين # في خطبته المتقدم⁣(⁣١) ذكرها: (باينهم بصفته رباً، كما باينوه بحدوثهم خلقاً، فمن وصفه فقد شبهه، ومن لم يصفه فقد نفاه، وصفته أنه سميع ولا صفة لسمعه).

  وقوله: (وكمال الإخلاص له نفي الصفات عنه؛ لشهادة كل صفة أنها غير الموصوف، وشهادة كل موصوف أنه غير الصفة؛ فمن وصف الله سبحانه فقد قرنه، ومن قرنه فقد ثناه، ومن ثناه فقد جزأه، ومن جزأه فقد جهله⁣(⁣٢)).

  وقوله: (ومن وصفه فقد حده⁣(⁣٣)، ومن حده فقد عده، ومن عده فقد أبطل أزله).

  وقول ابنه الحسن @ في جوابه لابن الأزرق الذي حكاه عنه الحاكم في السفينة: (أصف إلهي بما وصف به نفسه، وأعرفه بما عرف به نفسه، لا يدرك بالحواس، ولا يقاس بالناس).

  وقول القاسم بن إبراهيم # في جواب مسائل⁣(⁣٤) الطبريين: (فهذه صفته تبارك وتعالى في الأينية والذات، ليست فيه بمختلفة ولا ذات


(١) في (ب): المقدم.

(٢) لأن الجهل هو اعتقاد الشيء على خلاف ما هو به. شرح النهج.

(٣) أي: فقد أوجب بذلك أن يعلم بالعلم معلومات محدودة، ويقدر بالقدرة على مقدورات محدودة و ... إلخ. وقوله: «ومن حده فقد عدَّه» أي: جعله من جملة الجثث المعدودة، «ومن عدَّه فقد أبطل أزله» لأن كل ذات مماثلة للذوات المحدثة فإنها محدثة مثلها، والمحدث لا يكون أزلياً. شرح النهج باختصار.

(٤) نخ (أ): مسألة.