[الفصل الرابع: الكلام في الإدراك]
  وقول ابنه الحسين @ في كتاب الرد على الملحدين: (ولو كانت إرادته قبل فعله لكانت كإرادة المخلوقين، ولكانت عرضاً من جسم، ولو كان جسماً لأشبه الأجسام، وإنما إرادته فعله، وفعله مراده، وليس ثم إرادة غير المراد فيكون مشابهاً(١) للعباد).
  وذكر الإمام المنصور بالله # في الرسالة الناصحة للإخوان من جملة محالات المطرفية قولهم في الإحالة: (إنها لا حالة ولا محلولة)، وذلك يدل على أن قول من قال في الإرادة: إنها لا حالة ولا محلولة محال كالقول في الإحالة؛ لعدم الفرق.
[الفصل الرابع: الكلام في الإدراك]
  وأما الفصل الرابع: وهو الكلام في الإدراك - فمذهب العترة: أن الله سبحانه مدرك لجميع المدركات من المحسوسات وغيرها دَرَك علم لا كيفية له، ولا يجوز توهمه، ولا التفكر(٢) فيه.
  ومذهب المعتزلة: أنه سبحانه مدرك للمسموعات والمبصرات إذا كانت موجودة بإدراكٍ متجددٍ زائدٍ على كونه عالماً بها.
  والذي يدل على صحة مذهب العترة وبطلان مذهب المعتزلة على وجه الاختصار أربعة أدلة:
  الأول: أن ذلك الإدراك المتجدد لا يخلو: إما أن يكون معقولاً أو غير معقول؛ فإن كان غير معقول لم يجز إثباته؛ لتحريم الله سبحانه على المكلفين أن يقولوا عليه ما لا يعلمون.
  وإن كان معقولاً فلا(٣) يخلو: إما أن يكون درك العلم أو درك الحواس، ولا واسطة مما يعقل؛ فإن كان درك العلم لم يجز وصفه بالتجدد، وإن كان درك
(١) نخ (أ): متشابهاً.
(٢) نخ (أ): الفكر.
(٣) نخ (ب): لا يخلو.