مجموع السيد حميدان،

حميدان يحيى القاسمي (المتوفى: 700 هـ)

[حكاية الأقوال التي عارض بها الإمام المهدي (ع) قول من زعم أن كلامه أبهر من كلام الله تعالى]

صفحة 314 - الجزء 1

  أم بينها اختلاف؟ والجواب: أن اختلاف عقول الناس كاختلاف قواهم، فمن كانت قوته تبلغ أداء الفرائض وجبت عليه، ومن⁣(⁣١) لم يطق فلا يكلفه الله ما يعدم لديه، ولا يصل بقوته إليه، وإنما العقول على وجوه معروفة، وأحوال بينة موصوفة، منها عقول سادتنا الملائكة المقربين، ومنها عقول الأنبياء والمرسلين، وعقول الأوصياء المستخلفين، وعقول الأئمة الطاهرين، وبعد ذلك عقول المكلفين.

  فأفضل العقول عقول الملائكة الأكرمين، ثم عقول الأنبياء أكمل من عقول الأوصياء، ثم الأوصياء أكمل من الأئمة في العقول، وأفضل في الاعتقاد والقول، ثم للسابقين من الفضيلة على المقتصدين كمثل فضل الأنبياء على الوصيين، وللأئمة المقتصدين من الفضل ما لا يكون لفضلاء المؤمنين، وأفضل الناس كلهم فضلاً، وأكملهم ديناً وعقلاً - محمد خاتم النبيين ~ وعلى أهل بيته الطاهرين).

[حكاية الأقوال التي عارض بها الإمام المهدي (ع) قول من زعم أن كلامه أبهر من كلام الله تعالى]

  ومما عارض به قول من زعم أن كلامه أبهر من كلام الله سبحانه: قوله في تفسير غريب سورة الأنعام: (ولا نعلم دليلاً أبين من القرآن، ولا أشفى ولا أوضح من الفرقان، ولا أبهر ولا أنور في البيان مما جاء به محمد وأهل بيته في البرهان).

  وقوله في كتاب تثبيت إمامة أبيه @: (ولا يقول⁣(⁣٢) أحد إن كتب الأئمة أولى من كتاب الله بالصدق، وأقرب إلى الصواب والحق).

  وقوله في جوابه لمن سأله عن معنى قوله: إن أدلة المعقول أقطع للملحدين من أدلة المسموع، وقوله: إن تفسير الأئمة $ للمتشابه أبين من المتشابه: (إنما


(١) في (ب): وإن لم.

(٢) نخ (ب): يقل.