مجموع السيد حميدان،

حميدان يحيى القاسمي (المتوفى: 700 هـ)

[حكاية الأقوال التي عارض بها الإمام المهدي (ع) قول من زعم أنه مهدي عيسى (ع)]

صفحة 317 - الجزء 1

  وقوله في كتاب شواهد الصنع: (أصل الإمامة في العقول؛ لأن الحكيم قد علم ألَّا بد من الاختلاف بين المخلوقين؛ فجعل في كل زمانٍ حياً مترجماً لغوامض الأمور، مبيناً للخيرات من الشرور، ولا يعدم ذلك في كل قرن من القرون، إما ظاهراً جلياً، أو مغموراً خفياً.

  فإن قيل: وما⁣(⁣١) الظاهر الجلي، وما المغمور الخفي؟

  قيل - ولا قوة إلا بالله -: أما الظاهر فالسابق المنذر لجميع الخلائق، وأما الخفي فالمقتصد المحتج [لله]⁣(⁣٢) على جميع العباد، الآمر بالمعروف والناهي عن الفساد، بغير قيام ولا جهاد.

[حكاية الأقوال التي عارض بها الإمام المهدي (ع) قول من زعم أنه مهدي عيسى (ع)]

  ومما عارض به قول من زعم أنه مهدي عيسى #، وأنه لا بد لمهدي عيسى من غيبة قبل قيامه:

  تفسيره # لقول الله سبحانه: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ}⁣(⁣٣) [النساء: ١٥٩]، قال: (يحتمل أن يريد إلا من قد آمن، فأتى بالمستقبل


(١) نخ (ب): فما.

(٢) زيادة من نخ (أ).

(٣) قال الإمام الحجة/ مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي (ع) في كتابه لوامع الأنوار (٢/ ٧٠١/ط ١) ما لفظه: قال ابن أبي الحديد في شرح قول الوصي (ع): فإنكم لو قد عاينتم ما قد عاين من مات لجزعتم ... إلخ، ما لفظه: ويمكن أن يعني به ما كان (ع) يقوله عن نفسه: إنه لا يموت ميت حتى يشاهده (ع) حاضراً عنده. ثم روى قول أمير المؤمنين مخاطباً للحارث الهمداني:

أحارُ همدان من يمت يرني ... من مؤمن أو منافق قِبَلا

يعرفني طرفة وأعرفه ... بعينه واسمه وما فعلا

أقول للنار وهي توقد للـ ... ـعرض ذَرِيه لا تقربي الرجلا

ذَرِيه لا تقربيه إن له ... حبلاً بحبل الوصي متصلا

=