مجموع السيد حميدان،

حميدان يحيى القاسمي (المتوفى: 700 هـ)

[شبهة لبعض الإمامية]

صفحة 40 - الجزء 1

  وروي عن النبي ÷ أنه سئل عن قرابته الذين أمر الله بمودتهم؟ فقال: «فاطمة وأبناؤها⁣(⁣١)».

[شبهة لبعض الإمامية]

  فإن قال بعض الإمامية: إنَّ إجماعَ ولد الحسن مع ولد الحسين على جواز قصر الإمامة فيهم معاً، ومخالفة ولد الحسين لولد الحسن في جواز قصرها فيهم خاصة - دليلٌ يحج ولد الحسن.

  قال الإمام #: الجواب عن ذلك من وجهين: أحدهما: أن الذي ادعوه من مخالفة ولد الحسين لولد الحسن في ذلك دعوى باطلة، يعلم ذلك كل من علم قصص الصدر الأول وأخبارهم، نحو قصة محمد بن عبدالله⁣(⁣٢) # ومن اتبعه من ولد⁣(⁣٣) الحسين.


(١) نخ: علي وفاطمة وأبناؤهما.

(٢) محمد بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب $ ويكنى أبا القاسم، وقيل: أبو عبدالله. كان جامعاً لخصال الإمامة من العلم والورع والسخاء والزهد والقوة والشجاعة والسياسة وحسن التدبير وكان خطيباً فصيحاً بليغاً. وتسمى بالنفس الزكية، ولقب بالمهدي لدين الله، وهو أول من خوطب بأمير المؤمنين من العترة بعد الإمام علي #، حكى ذلك الإمام أبو طالب # في الإفادة، وهو أول من قام من أهل البيت $ في عهد الدولة العباسية. قيامه # سنة خمسة وأربعين ومائة، في غرة رجب، وخرج إلى مكة وبويع هناك وبايعه جميع أهل البيت $ في عصره من أولاد الحسن والحسين، ولم يتخلف منهم أحد عن بيعته، وبايعه علماء عصره من الزيدية والمعتزلة وغيرهم من فقهاء الأمة. فبعث عماله إلى الجهات والنواحي، وعاصر من العباسيين أبو جعفر المنصور الدوانيقي، فهابت منه بنو العباس واضطربوا اضطراباً شديداً، ووجهوا إليه جيشاً كثيفاً؛ فجاهد هو ومن معه جهاد الأبطال، وفرق جيوش الأعداء حتى أتاه سهم غادر فسقط شهيداً إلى رحمة الله، وسال دمه إلى أحجار الزيت، واستشهد في السنة التي قام فيها، وقبر جسده الشريف إلى جنب الحسن السبط À. قال الإمام الحجة الحافظ الولي مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي - أيده الله تعالى - في هامش التحف الفاطمية: هذا على رواية في مقاتل الطالبيين ومصابيح أبي العباس، والمشهور أن قبره بباب المدينة المنورة حيث قتل. انتهى.

(٣) في (ب): أولاد.