مجموع السيد حميدان،

حميدان يحيى القاسمي (المتوفى: 700 هـ)

[الفصل الأول: ذكر مقدمات تنبه المتعلم على ترك الاغترار بظاهر الدعاوي]

صفحة 68 - الجزء 1

[الفصل الأول: ذكر مقدمات تنبه المتعلم على ترك الاغترار بظاهر الدعاوي]

  أما الفصل الأول فهو يشتمل على ذكر ست مقدمات مما ينبه المتعلم على ترك الاغترار بظواهر الدعاوي، وزخارف الأقوال:

  الأولى: أن يعلم على الجملة أنه لا بد لعلم كل فرقة ولمذهبهم من ثمرة وزبدة ينتهى إليها، ولا يمكن كتمها، وأن كل من كانت ثمرة علمه وزبدة مذهبه جحد الصانع تعالى، أو جحد كونه مختاراً لفعله، أو تثنيته، أو تشبيهه، أو إضافة شيء من صنعه إلى غيره، أو إضافة شيء من فعل غيره إليه، أو تحريف بعض محكم كتابه، أو رفض بعض حجته⁣(⁣١)، أو الإلحاد في شيء من أسمائه، أو إنكار ما يعقل، أو إثبات ما لا يعقل، وما أشبه ذلك - فهو المخالف للحق وأهله، والناظر بوهمه لا بعقله؛ إذ ليس الغرض بالتعلم في دين الإسلام إلا طلب السلامة من شبه المخالفين [له⁣(⁣٢)].

  الثانية: ألا يعتمد في طلب الحق على ما يسبق إلى⁣(⁣٣) قلبه من محبة أحد وبغضه؛ لما في ذلك من خطر التعصب على الباطل.

  الثالثة: ألا يرخص لنفسه في تجويز أن يؤدي النظر والاستدلال إلى خلاف شيء مما يعلم ضرورة أو بالإجماع، وذلك لأن المعلوم ضرورة والمعلوم بالإجماع لا يُجوَّزُ الغلط فيه ولا الالتباس كما يُجَوَّزُ في النظر والاستدلال؛ فلذلك يجب أن يستشهد بالضروري على صحة الاستدلالي، ولا يُحَكّم الاستدلالي على الضروري، ولا المختلف فيه على المجمع عليه، وسيأتي ذكر أمثلة ذلك فيما بعد إن شاء الله.


(١) في (ب): حججه.

(٢) زيادة من نخ (أ).

(٣) في (ب): على ما سبق في.