مجموع السيد حميدان،

حميدان يحيى القاسمي (المتوفى: 700 هـ)

[الدليل على بطلان أقوال الفلاسفة وما تفرع منها]

صفحة 71 - الجزء 1

  قالوا: وذلك العقل الأول هو العقل الكلي، وسائر العقول جزئيات له، والنفس المنفعلة منه هي الكلية، وسائر النفوس جزئيات لها.

  قالوا: وهذه النفس الكلية إذا أضيفت إلى ما بعدها من العقول فهي عقل، وما أشبه ذلك من أقوالهم التي هي الأصل والقدوة لكل غالٍ، ومنها تفرعت كل بدعة باطلة، نحو قول المجوس: إن الميت منهم إذا ألقي في النار صعدت به⁣(⁣١) إلى النور.

  وقول أهل التناسخ: إن الإنسان يخرج من هيكله إذا مات إلى هيكل آخر.

  وقول الباطنية: إن منهم من هو بعض رب، ومنهم رب، ومنهم أكثر، وإن الميت منهم ينتقل؛ لأنه بزعمهم شيء غير الجثة المحمولة.

  وقول الصوفية: إن ربهم هواهم.

  وقول الأشعرية بالإرادة القديمة التي أضافوا إليها أفعال العباد.

  وقول المعتزلة بثبوت ذوات العالم فيما لم يزل⁣(⁣٢).

  وقول أهل الفقحة بالفقحة، وما أشبه ذلك.

[الدليل على بطلان أقوال الفلاسفة وما تفرع منها]

  واعلم أن مما يدل على بطلان أقوال الفلاسفة التي تفرعت منها هذه المحالات وما أشبهها أموراً:

  منها: كونها على الجملة مذهباً مخالفاً لمذهب أهل ملة الإسلام فيما الحق فيه مع واحد، وذلك ظاهر؛ إذ ليس غرضهم إلا نفي الصانع المختار، وتعطيل الشرائع، وإبطال القول بالبعث والحساب، وقد ثبت بالأدلة الصحيحة صحة الإسلام، وبطلان كل ما خالفه، وذلك لأن كل مذهبين نقيضين إذا صح أحدهما فإن صحته تدل على بطلان نقيضه، وهذا الدليل مما يعلم صحته ضرورة.


(١) نخ (ب): صعدت به النار إلى النور.

(٢) في (ب): في الأزل.