مجموع السيد حميدان،

حميدان يحيى القاسمي (المتوفى: 700 هـ)

[ذكر الخلاف في المؤثر في العالم]

صفحة 97 - الجزء 1

  بالحدوث، ولا وصف الذات الواحدة بأنها أزلية ومحدثة، أو ثابتة ومعدومة، وأن للعالم أصلاً وفرعاً، وكلاً وبعضاً، وأن بعض فروعه مما لا خلاف في حدثه⁣(⁣١)، وأنّ حدثَ بعضِ الشيء وفرعِه يدلُ على حدث كله وأصله؛ لعدم المخصص، ولأن كل ما له كل وبعض وأصل وفرع فله نهاية، وكل ما له نهاية فهو محدث، ولأن جميع أصول العالم وفروعه غير خالية من الأعراض المتضادة التي يستحيل اجتماعها، ويدل وجود كل واحد منها بعد عدمه على حدثه، وكل ما لم يخل من المحدث فهو محدث مثله.

[ذكر الخلاف في المؤثر في العالم]

  وأما الخلاف في المؤثر في العالم: فقد تقدم أيضاً ذكر قول الفلاسفة بالعلل التي زعموا أنها موجبة لأصل العالم وفروعه. ومنها: ما هو غير معقول، وهي العقول والنفوس التي زعموا أنها قبل الزمان والمكان، وأن العاشر منها عقل فعال غير معقول هو ولا فعله.

  ومنها: ما هو أجسام ميتة مسخرة وهي النجوم⁣(⁣٢).

  ومنها: ما هو أعراض ضرورية لا تقوم بأنفسها، ولا توجد إلا في غيرها، وهي الطبائع الأربع: الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة.

  ومن المتعمقين منهم في الزندقة من زعم أن في كل شيء من الفروع الحادثة نفساً جزئية من النفس الكلية أو أنفساً، تدبره وتنقله من حالة إلى حالة.

  وأما مذهب أئمة العترة $: فهو أنه لا يجوز إضافة صنع العالم إلا إلى صانع حي قادر عالم مختار، كما أن كل صناعة محكمة في الشاهد لا بد لها من صانع حي قادر عالم⁣(⁣٣) مختار لصنعها، وغير مشابه لها، وهذا وما أشبهه مما قد


(١) في (ب): حدوثه.

(٢) في (ب): كالنجوم.

(٣) في (ب): وعالم بها.