باب مفهومات الخطاب

  (١٣٣) فصل مدلول اللفظ: منطوق ومفهوم.

  فالمنطوق: ما دل عليه اللفظ في محل النطق، ويسمى أصل المعنى. وينقسم إلى:

  [١] صريح، وهو: ما وضع اللفظ له بالمطابقة أو التضمن.

  [٢] وغير صريح: وهو ما لم يوضع اللفظ له بأحدهما، وإنما يدل عليه باللزوم. وهو ثلاثة أقسام:

  (الأول): ما قصد فيه اللازم، وتوقف صدق اللفظ أو صحته عقلاً أو شرعاً عليه، وهو محذوف، نحو: «رفع عن أمتي الخطأ والنسيان» أي: العقاب والمؤاخذة، إلا ما خصه دليل و {اسْألِ القَرْيَةَ}⁣[يوسف: ٨٢]، أي: أهلها. وأعتق عبدك عني على ألف، أي: مُمَلِّكاً لي على ألف لاستدعاء العتق تقرير الملك، لتوقف صحة العتق عليه شرعاً. وتسمى: دلالة الاقتضاء ولحن القول.

  (والثاني): ما قصد فيه اللازم، ولم يتوقف صدق اللفظ ولا صحته عقلاً أو شرعاً عليه، ولكن اقترن اللفظ بحكم لو لم يكن ذلك اللفظ علة لذلك الحكم، لكان ذكر ذلك الحكم بعيداً نحو: «لا تُقرِّبوه طِيْباً، فإنه