باب مفهومات الخطاب
  ومفهوم الغاية، نحو: {ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إلى اللَّيْلِ}[البقرة: ١٨٧] و {فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأيْدِيَكُمْ إلى الْمَرَافِقِ}[المائدة: ٦]، ويعمل به وفاقاً (للجمهور). خلافاً (لأبي رشيد، وبعض الفقهاء)، وقيل: إن كانت الغاية من جنس ما قبلها عمل به، وإلا فلا.
  ومفهوم العدد نحو: {فِاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِيْنَ جَلْدَةً}[النور: ٤]، وإذا قيد حكم بعدد فإن دل على ثبوته فيما زاد عليه بالأولى، نحو: «إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل خبثاً». فمفهومه في طرف النقصان، وإلا فهو من طرف الزيادة، نحو: {فِاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِيْنَ جَلْدَةً}[النور: ٤]، ويعمل به خلافاً (لأبي حنيفة، وغيره)، فإما حيث يراد بالعدد المبالغة كسبعين مرة، فلا يعمل بمفهومه.
  ومفهوم الحصر وأنواعه خمسة: مفهوم الاستثناء، نحو: لا إله إلا الله، و {إلاَّ الذِيْنَ عَاهَدْتُم مِنْ المشْرِكِيْنَ}[التوبة: ٤]، ويعمل به عند (أئمتنا، والجمهور). خلافاً (للحنفية)، وهو منطوق عند (أئمة المعاني، وابن الحاجب).