[مبحث في سبب وضع الألفاظ وواضعها]
صفحة 99
- الجزء 1
  ودلالته على مسمَّى دون مسمى مع استواء النسبة إليهما ممتنعة، فلا بد من مخصِّص له بأحدهما، والمخصِّص: إما الذات وهو باطل؛ إذ ليس بينه وبين مدلوله مناسبة ذاتيَّة، خلافاً (لِعَبَّاد)، وتأوله (السكاكي). وإِمَّا الوضع وهو الأصح.
  واختلف في واضع اللُّغات فعند (جمهور أئمتنا، والبهشمية): واضعها البشر واحد أو جماعة، ويحصل تعريفها بالإشارة والقرائن كالأطفال.
  وعند (المرتضى، وأبي مضر، والبغدادية، وأكثر الأشعرية): توقيفية. (الأشعري): وذلك بالوحي، أو بعلم ضروري، أو بخلق الأصوات، إما أن يخلق في كل شيء إسماع اسمه أو في بعض الأشياء له ولغيره.
  (أبو علي، والإسفرائيني): القدر المحتاج إليه في التعريف توقيف، وغيره محتمل لهما، وحكي عن (بعض المعتزلة) عكسه.