إثبات نبوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

[الباطنية]

صفحة 60 - الجزء 1

  على قرب الساعة، وأزف القيامة، وتحقيق ذلك قول الله تعالى: {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ ١}⁣[الأنبياء]. وقوله: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ ١}⁣[القمر]. وقول النبي صلى الله عليه: «بعثت أنا والساعة كهاتين وأشار بإصبعيه».

  فانظروا - رحمكم الله - في حسن نظر الله ø لعباده، بما ذكرناه، واعتبروا به، واستعدوا للدوام والبقاء. فلها خلقتم، فكأن الواقعة قد وقعت، والحآقة قد حقت، {فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ ٧}⁣[الشورى]. ولا يصدنكم عنها الشيطان، وأتباع الشيطان، كما قال تعالى: {إِنَّ السَّاعَةَ ءَاتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيَها لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسِ بِمَا تَسْعَى ١٥ فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَن لَّا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى ١٦}⁣[طه]. وفقنا الله وإياكم لطاعته، واتباع مرضاته.

  وأُقدِّم أمام الغرض فصلا أذكره من قبل علماء أهل البيت $، وهو أن الله تعالى لما بعث موسى صلى الله عليه بعثه بالآيات التي بهرت، ما كان هي ولوع الناس به في ذلك الزمان من السحر والتمويهات، وأتاهم من العصا واليد البيضاء، وفلق البحر، ونحو ذلك، مما لا تبقى معه شبهة في أن ذلك ليس من السحر في شيء، إذ