الباب الأول البيان عن إعجاز القرآن
صفحة 63
- الجزء 1
  فدل ذلك على أن عدولهم عن معارضة القرءان لم يكن إلا لتعذره عليهم، إذ لا يجوز على العقلاء إذا حاولوا أمرا أن يعدلوا لمحاولته من الأسهل إلى الأعضل، ومن الأيسر إلى الأعسر، إذا كانوا متمكنين منهما، وإذا ثبت تعذرها عليهم ثبت أنها على غيرهم أشد تعذرا.
  والمعجز هو الأمر الذي يتعذر مثله على جميع البشر، فثبت أنه معجز على ما قلناه، وهذه الدلالة مبنية على أن التحدي بالقرءان قد وقع، وأن المعارضة لم تقع، وأن السبب الذي من أجله لم تقع هو التعذر، وأن التعذر متى صح، صح كونه معجزا.
  ونحن نبين ذلك فصلا فصلا، إن شاء الله سبحانه.