الكلام في بيان أن القرءان في أعلى طبقات الفصاحة
  أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ}[هود: ٤٤]، وفيها: {ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَآئِمٌ وَحَصِيدٌ ١٠٠ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِن ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ}[هود].
  ومن ذلك عامة سورة القصص وهو من الفصاحة العجيبة، لأن أول هذه السورة في اقتصاص أحوال موسى صلى الله عليه من مولده إلى مبعثه إلى قصده فرعون، مبلِّغاً ما أرسل به إليه، وذلك مما يصعب جدا في اقتصاص أحوال بعينها، لأنه لا بد من ضعف يَعرِض فيما جرى مجراه، فإذا أردت أن تتحقق ذلك، فتأمل كلام الفصحاء إذا قصدوا هذا القصد.
  ومن ذلك عامة {حم} السجدة. تأملها تجدها على ما قلناه.
  ومن ذلك: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى ١ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى ٢}[النجم]، وما بعدها من الآيات.
  ومن ذلك قوله ø: {أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ٦١}[النمل].
  ومن ذلك في السور القصار قوله: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ ١ أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ ٢ وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ ٣ تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ ٤ فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ ٥}[الفيل].