إثبات نبوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

الكلام في أن التحدي قد وقع

صفحة 65 - الجزء 1

  فهذا الجاحظ مع بسطه الكلام في كتاب «الفرق بين النبي والمتنبئ» حقق القول في التحدي، لأنه رأى أنه يتعذر أن ينكره منكر. وهذا ابن الراوندي لما صنَّف كتابه الموسوم بـ «العزيز»، واجتهد فيه وقعد، وأورد الغث والسمين في الطعن على نبوة نبينا محمد ÷، وأنكر كثيراً من روايات المسلمين، لم ينكر التحدي، وإنما تكلم فيما تكلم مع تسليمه، ولم ينكر ذلك إلا لوضوح الأمر فيه، وأنه استحيا لنفسه أن تبلغ صفاقة وجهه إلى إنكاره. ولهذا قال في الكتاب المسمى بـ «الزمرد»: «وقد أطنب محمد - يعنى النبي ÷ - في الاحتجاج لنفسه بالقرءان، وبعجز الخلق عنه». ولم يقل ذلك إلا لشهرة الأمر فيه وبلوغه في الطعن.

  ونعود إلى ما وعدنا به من الزيادة وإيضاح ذلك، فنقول: قد ثبت أن النبي ÷ لما أتى بالقرءان كان يقرأ على