إثبات نبوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

الكلام في بيان أن القرءان في أعلى طبقات الفصاحة

صفحة 231 - الجزء 1

  ومن ذلك قوله ø: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِيْ الأَلْبَابِ}⁣[البقرة: ١٧٩]، وفي معناه قيل ما قدمنا ذكره: «بعض القتل أحيا للجميع»، وقيل: «القتل أفلُّ للقتل»، فلم تلحق واحدة من الكلمتين بشأوِ قوله ø: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ}.

  ومما افتخر به النابغة قوله:

  فإنك كالليل الذي هو مدركي ... وإن خلت أن المنتأى عنك واسع

  فانظر أين يقع ذلك من قوله ø: {واللّهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ ١٩}⁣[البقرة]، ومن قوله: {وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ}⁣[الأنعام: ١٣].

  وقد ذكرنا فيما مضى ما قيل في معنى قول الله تعالى: {يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ}⁣[المنافقون: ٤].

  وقد عُدَّ من فصيح الكلام ما حكي عن بعض المتقدمين من قوله: «سل الأرض من شق أنهارك، وغرس أشجارك، فأخرج ثمارك، فإن لم تجبك حوارا، أجابتك اعتبارا». فانظر أين يقع ذلك من قول الله ø: {أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاء مَاء فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ ٦٠}⁣[النمل]؟! بل أين يقع ذلك من قوله: