إثبات نبوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

الكلام في ذكر ما في القرءان من الإخبار عن الغيوب

صفحة 240 - الجزء 1

  الهجرة، في حال ضعف المسلمين وقلتهم، واستيلاء المشركين عليهم، والقصة في ذلك مشهورة، وهي «أن الفرس كانوا غلبوا الروم، ففرح لذلك المشركون واغتم المسلمون، لأن الروم كانوا أهل الكتاب، فكان المسلمون بهم آنس، والفرس كانوا مجوسا، وكان المشركون بهم أشبه. فأنزل الله ø: {وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ ٣ فِي بِضْعِ سِنِينَ}، ففرح المسلمون، وأنكره المشركون واستبعدوه، فخاطر أبو بكر أمية بن خلف الجمحي، على أن تعود الغلبة للروم على الفرس إلى ثلاث سنين، وظن أن بضع معناه: ثلاث، فقال ل هـ رسول الله ÷: «زد في الأجل وفي الخطر»، وكان ذلك قبل نزول التحليل والتحريم، وحين كانت المخاطرة مباحة، ففعل أبو بكر ذلك، وظهرت الروم على فارس لتمام سبع سنين، ففرح المسلمون يومئذ».

  والنصر الذي ذكر الله ø أن المؤمنين به يفرحون.

  فقد قيل: إنه نصر الله ø نبيه ÷، بما أظهر له من الاعجاز الظاهر، بإطلاعه على هذا الغيب الذي لا يعلمه إلا الله ø، لأن فيه آية بينة، ودلالة واضحة على نبوته.