إثبات نبوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

الكلام في ذكر ما في القرءان من الإخبار عن الغيوب

صفحة 241 - الجزء 1

  ويحتمل أيضا أن يكون المراد به أن ذل الفرس كان فيه قوة للمسلمين، ونصرة لهم على المشركين، لِمَا كان من ميل المشركين إليهم، وطمعهم في الإعتضاد بهم، لأن الله ø لا يجوز أن ينصر الكفار بعضهم على بعض، وإن كان جائزاً أن يزيد في خذلان بعضهم، إذا كان في ذلك ضرب من المصلحة.

  ومن ذلك قوله ø: {يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُوا نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ٣٢}⁣[التوبة]، وقال في السورة التي يذكر فيها الصف: {يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ٨}⁣[الصف]، فوعد ø أن يتم أمر الدين الذي ابتعث به نبيه ÷ على كره من أعدائه الكفرة، ومع كونهم مريدين اطفاء نور الحق وطمسه، فجرى الأمر فيه على ما وعد. وهذا من الغيب الذي لا يطلع عليه إلا الله ø.

  ومن ذلك قوله ø: {وَيَنصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا ٣}⁣[الفتح] بعد قوله: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا ١ ...}⁣[الفتح] ... إلى آخر الآية.

  ومن المعلوم أن نصر الله ø لنبيه ÷ إلى أن اختار الله ل هـ دار كرامته، كان نصرا عزيزا، وهذا مما لا يجوز أن يكون اطلع عليه إلا الله ø.