الكلام في ذكر ما في القرءان من الإخبار عن الغيوب
  يكون منبهاً لهم على كذبه، حاشاه ÷ من ذلك!
  ومن ذلك قوله ø: {وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِّنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا ١٣}[الأحزاب]، فأخبر عما في ضمائرهم من إرادة الفرار، تعللا بأن بيوتهم عورة، وهذا لو لم يكن كذلك، لظهر منهم إنكاره.
  ومن ذلك قوله في السورة التي يذكر فيها {ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ ١}[ص]، {جُندٌ مَّا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِّنَ الْأَحْزَابِ ١١}[ص]، وهي سورة مكية. أولها: ذكر قريش، وما كان من قولهم: {هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ ٤}[ص]، فأخبر ø في حال ضعف النبي ÷ وقلة أنصاره، وقوة مشركي قريش، أنهم جند مهزوم. فكان الأمر على ما أخبر به ø هزموا يوم بدر.
  وكذلك قوله في السورة التي يذكر فيها القمر، وهي أيضا سورة مكية، مخاطباً لقريش: {أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِّنْ أُوْلَئِكُمْ أَمْ لَكُم بَرَاءةٌ فِي الزُّبُرِ ٤٣ أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُّنتَصِرٌ ٤٤ سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ ٤٥}[القمر]، فأخبر أنهم يهزمون ويولُّون الدبر، وهذا أمر الغيب الذي لا يعلمه إلا الله ø.
  ومن ذلك قول الله ø: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ}[الأنفال: ٣٦]،