ذكر جملة من المعجزات التي وردت بها الأحاديث
  الكتاب مزقه، فلما بلغ رسول الله ÷ الخبر، قال: مزق ملكه، فكان كما قال ÷.
  ثم غضب كسرى، وكتب إلى صاحبه باذان، وكان على اليمن، يأمره بإشخاص رسول الله ÷، فبعث باذان رسولين إليه ÷ يُعرِّفانه بالصورة، ويقولان له: أجب شاهنشاه الملوك: كسرى. فإنك إن فعلت ذلك كتب لك الملك باذان إليه، ليحسن إليك، وإن أبيت فهو من تعلم - يعنيان كسرى - يهلكك ويهلك قومك، ويخرب ديارك.
  فقال لهما رسول الله ÷: انصرفا وعودا إلي غدا. فأتاه ÷ الوحي بأن كسرى وثب عليه ابنه شيرويه وقتله، في ساعة كذا، من ليلة كذا، من شهر كذا، فلما دخلا عليه ÷ عَرَّفهما ما نزل الوحي به من وثوب شيرويه على أبيه كسرى وقتله له، فاستعظما ذلك وعادا إلى باذان، فقصا عليه القصص، فقال باذان: ما هذا كلام ملك، بل هو كلام نبي مرسل، لكنا ننتظر، فإن ورد الخبر بما قال، فهو نبي مرسل لا شك فيه، وإن يكن غير ذلك، نرى فيه رأينا. فورد عليه كتاب شيرويه بذلك، فأسلم باذان ومن معه من الفرس».
  ولست أقول: إن هذا التفصيل مشهور عند كثير من العامة والخاصة، وإنما أقول: إن قدر المعجز منه مشهور، وهو ورود الرسل