ذكر ما وجد في الكتب المتقدمة من البشارات بالنبي ÷
  يبين ذلك أن بني إسرائيل لم يُبعث فيهم نبي مثل موسى، ل هـ شريعة ظاهرة قبل المسيح، ولا يصح أن يقال: إن المراد به هو المسيح صلى الله عليه، لأن القائل به إما أن يكون يهوديا منكراً لنبوته، أو نصرانيا لا يقول: إنه كان مثل موسى صلى الله عليه، لأن النصارى يقولون: إن المسيح ابن الله، فلا يصح أن يكون مثل موسى صلى الله عليه، فلم يبق إلا أن يكون المراد به نبينا ÷. على أن عيسى صلى الله عليه، لم يكن مثل موسى صلى الله عليه، لأن شريعته مبنية على شريعة موسى، وشريعة نبينا مثل شريعة موسى صلى الله عليه، فإنها لم تُبْن على شريعة غيره.
  وعن أشعياء صلى الله عليه: «قيل لي قم نظارا. فانظر ما ترى تُخبر به. قلت: أرى راكبين مقبلين، أحدهما على حمار، والآخر على جمل، يقول أحدهما: هَوَتْ آلهة بابل، وتكسرت عليه أصنامها المنجورة»، فكان راكب الحمار: عيسى صلى الله عليه، وراكب الجمل نبينا ÷، وآلهة بابل لم تزل تُعبد