إثبات نبوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

ذكر ما وجد في الكتب المتقدمة من البشارات بالنبي ÷

صفحة 299 - الجزء 1

  يُقِرُّ بها حفاظ أهل الكتاب، وليسوا ينكرون منها إلا اسم نبينا ~، ويتأولون النبوءات تأويلات ظاهرة الفساد.

  ومن المعلوم أن النبي ÷ تلا عليهم: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالانجيل}⁣[الأعراف: ١٥٧]، وتلا حكاية عن المسيح صلى الله عليه: {إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ}⁣[الصف: ٦]، وتلا: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ ٧٠}⁣[آل عمران]، وتلا: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمُ}⁣[الأنعام: ٢٠].

  فلو لم تكن هذه الآيات من عند الله ø، ولم يكن اسمه مكتوبا في كتبهم، ولم يكن أحبارهم عالمين بذلك، لم يكن ÷ يورد عليهم ذلك، لأنه لا يزيدهم إلا نفاراً عنه، وتحققاً بتقوله، حاشاه من ذلك.

  فإن قيل: هذا الذي حكيتم من كتب الأنبياء À صحيح، وهذه الصفات موجودة في تلك الكتب، إلا أن الموصوف بها لم يجئ بعدُ بتة.