إثبات نبوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

ذكر ما قيل في أمره ÷ على سبيل التأكيد

صفحة 311 - الجزء 1

  محمد ÷ من يريد الدنيا، حتى أنزل الله ø: {مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ}⁣[آل عمران: ١٥٢]».

  ثم زيد بن ثابت، ثم معاذ بن جبل، ثم عمر بن الخطاب الذي لم يُشك في فقهه، وعثمان بن عفان الذي لم يُرتَبْ في حفظه للقرآن، ثم عبد الله بن عمر، ثم حذيفة بن اليمان، ثم الزُّهاد مثل سلمان الفارسي، فإنه مع زهده كان معدودا من الحكماء والعلماء. وقال النبي ÷: «سلمان منا أهل البيت».

  ثم أبو ذر الغفاري، الذي صعب على الزهاد اقتفاء أثره في الزهد، وعثمان بن مظعون، وعمار بن ياسر، إلى سائر أصحاب الصّفة.

  ولو ذكرنا فضلاءهم وعلماءهم وزهادهم حتى نستوفي ذكرهم، وشرعنا في وصف تدقيقهم النظر في الفرائض، لطال الكتاب، ولأدى ذلك إلى الخروج عن الغرض الذي قصدناه.

  ثم إنهم حازوا هذه الفضائل، بل وحصَّلوا هذه المآثر في مدة يسيرة، لأنه لم يكن بين مبعثه ÷، إلى أن اختار الله ل هـ دار كرامته، غير ثلاثة وعشرين سنة.

  فتأمل - رحمك الله - ما ذكرت من أحوالهم، وكيف بلغوا ما بلغوه في هذا الأمد القصير، لتعلم أن ذلك كان بتوفيق من الله. نبَّه به