إثبات نبوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

ذكر ما قيل في أمره ÷ على سبيل التأكيد

صفحة 312 - الجزء 1

  على نبيه المختار في صدق ما ادعاه، بل لا يبعد أن يقال: إن ذلك آية بينة، ودلالة محققة.

  ومن ذلك تخصيص الله ø إياه ÷ بالذرية الزاكية، والسلالة الطاهرة. فإنه منذ مضى الحسنان ª وإلى يومنا هذا، لم تطلع الشمس إلا على عدة من فضلاء نجباء من أولاهما $، يرشحون للإمامة، ويؤهلون للزعامة، فيدعي أولياؤهم وأصحابهم أنهم أفضل أهل الزمان، ويسلم ل هم أعداؤهم ومخالفوهم المنحرفون عنهم أنهم من جملة الفضلاء. لأن الحسن ~ مضى عن الحسن بن الحسن، وزيد بن الحسن، وهما لم يُشَك في فضلهما.

  ومضى الحسين ~ عن علي بن الحسين، وهو الأوحد في علمه وزهده وعبادته، وزين العابدين وحالته مشهورة. ثم مضى هو عن نجباء مثل محمد بن علي الباقر العالم، وزيد بن علي الشهيد، وقد ورد في ذكرهما وفضلهما عن النبي ÷ ما ورد.

  وعبد الله بن الحسن، المشهور بالعقل والعلم، وأخوه إبراهيم بن الحسن وغيره. ثم كان بعدهم أولاد عبد الله بن الحسن، وهم نجوم يهتدى بهم، مثل محمد بن عبد الله النفس الزكية، وإبراهيم بن عبد الله،