إثبات نبوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

الكلام في أن التحدي قد وقع

صفحة 77 - الجزء 1

  دهشا مرعوبا. ورجع إلى أصحابه، وذكر لهم الحال، وعرفهم أنه تحيَّر فيه، وأنه ليس من الشعر، وكلام الكهنة في شيء».

  وقد حكى الله تعالى عن بعضهم أنه قال: {سَمِعْنَا لَوْ نَشَاء لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا}⁣[الأنفال: ٣١]، ويقال: إنه أمية بن خلف لعنه الله.

  وهذا دليل على أنه عرف التحدي والتقريع فدفع عن نفسه بما قال في نفس الوقت والحال.

  وأيضا فإن النبي ÷ لما هاجر إلى المدينة، كثر المنافقون واختلطوا بالمسلمين، وحضروا الجماعات ومواضع الصلوات. وكذلك أهل الكتاب اختلطوا بالمسلمين حتى لم يَخْفَ عليهم عامة أحوالهم. فكيف يظن بأنه خفي عنهم آيات التحدي بواحدة.

  وفي وقوف بعضهم عليها وقوف عامة المشركين، لأنهم كانوا يهدونها إليهم ولو على أجنحة الطير، لأغراض مختلفة على ما بيناه، فيسقط بما قلنا ما سألوه.

  فإن قيل: يجوز أن يكون النبي ÷ استكتمهم هذه الآيات فكتموها، وأذاعوا سائر القرآن.

  قيل له: هذا لا يصح، ولا يظنه عاقل لوجهين: