الكلام في أن التحدي قد وقع
  أحدهما: ما بيّناه أن كتمان مثل هذا لا يصح ولا يتأتى، ولا يجد المحاول إليه سبيلا.
  والثاني: أنه كيف يستكتمهم النبي ÷ مع أنه يتلو عليهم: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ١٥٩}[البقرة]، وقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ}[البقرة: ١٧٤]، وقوله تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ٤٤}[النحل].
  وكيف يُظن بالعاقل أنه يأمر أصحابه بكتمانه بعدِ ما يدَّعيه وحياً نازلا من عند الله ø، ثم يتلو عليهم في الكتمان ما ذكرناه؟!
  على أنه كيف كان يأمن أن يكون فيمن يُستكتَم من يرتد وينافق ويذيع ما استُكتِم؟ كما حكي من ارتداد عبد الله بن سرح بعد ما