الكلام في أن التحدي قد وقع
  والقوم الذين يراجعون هذه المراجعة، من مستبصر يطلب بها مزيد الاستبصار، ومنافق يحاول بها ما يجري مجرى الطعن، كيف يظن بهم اتفاقهم على الكتمان، لمثل هذا الأمر العظيم؟!
  ثم يقال لهم: هبكم شككتم في وقوع التحدي بمكة والمدينة أيام رسول الله ÷، على أنا قد بينا ما يزيل الشك فيه، ألستم تتيقنون وقوعه من أيام عمر وعثمان إلى يومنا هذا؟! يكرر على أسماع كل مخالف لدين الاسلام، منحرف عن تصديق الرسول ÷، ينقلونه بالتقريع، والعيب الوجيع، للعجز الظاهرعن الاتيان بمثله. وهذا كافٍ في التحدي ووقوعه!
  فإن قيل: فالمروي عن الأكثر: أنهم أسلموا لغير سماع القرءان، كما روي «أن العباس أسلم حين أخبره رسول الله ÷ بما كان من إيداعه المال زوجته أم الفضل لما أراد الخروج إلى بدر».
  وما روي عن «عمير بن وهب أنه أسلم حين عرّفه ÷ ما جرى بينه وبين صفوان بن أمية بمكة».