[الباطنية]
  المصنفة. في هتك أستارهم، وإذاعة أسرارهم، نحو أبي زيد عيسى بن محمد العلوي الحسيني، وأبي جعفر بن قنة الرازي، وأبي عبد الله بن درام الكوفي، وأبي أحمد بن عبدك الجرجاني، وغيرهم - رحمة الله عليهم -.
  ثم ذكرت ما في رسالتهم الموسومة بـ «البلاغ السابع» وربما سموها: «البلاغ الأكبر، والناموس الأعظم»، لكني أحيل من أراد الوقوف على باطنهم وسرائرهم على هذه الكتب، فإنها مشهورة معروفة، معروضة لمن أرادها.
  وأرجع إلى الغرض الذي قصدته: وهو أني رأيت أن أضع كتابا في الإبانة عن معجزات نبينا ÷، وما أيده الله تعالى به من الآيات البيِّنات، والدلائل الواضحات، التي لا يذهب عنها من نصح نفسه، ولم يتلعب بدينه، مستعينا بالله تعالى، ومستهديا له، وراغبا إليه تبارك وتعالى، أن يعظم النفع لنا به، والمثوبة عليه، وأن يجعل سعيي فيه، وكدحي له، خالصا لوجهه.
  هذا، ولست أطمع أن أزيد على ما قاله السلَّف - رحمهم الله - في هذا الباب. وإنما أوجز من كلامهم - رحمة الله عليهم - ما جعله البسط متباعد الأطراف، وأبسط ما جعله الإيجاز خفي الأغراض.
  وأنتم - رحمكم الله - إذا تأملتم أحوال الفترات التي كانت بين آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد À، ازددتم معرفة بحسن تدبير الله تعالى لخلقه في ابتعاث الرسل، وتجديد ما درس