[الباطنية]
  أو كاد يدرس من الشرائع والملل، وأنه جل وعز ابتعث حين علم الصلاح في الابتعاث، ومد الفترة حين علم اقتران المصلحة بها، لأن الفترة - على ما يقوله بعض أهل التواريخ، على اختلاف بينهم فيه، والله أعلم بتحقيق ذلك - كانت بين آدم ونوح صلى الله عليهما سبع مائة عام.
  وإنما كان كذلك - والله أعلم - وإنما نقول على مقدار ما يلوح لنا، ويبلغه مقدار أفهامنا: إن آدم # أُهبِطَ إلى الأرض - وهو أبو البشر وأول الإنس - ولم يكن في زمانه شيء من الكفر، ولا عبادة الأصنام، ولم يكن غيره وغير زوجته حواء وأولادهما $، وكانوا يعرفون حاله، فلم يكن في أمره شك عندهم، بوضوح أمره، وظهور ديانته، وقلة من بعث إليهم، فامتد زمان الفترة. وكان بينهما صلى الله عليهما مع ذلك: شيث وإدريس @، فاستحدث
  الناس الكفر، وعبادة الأصنام، واتخذوا ودا، وسواعا، ويغوث، ويعوق، ونسرا.